العمليات التحضيرية للصوف
تجز الأغنام فيما عدا صوف الأرجل والبطن حيث ترفع بحذر
ثم
تطوى وتربط ببعض
الشعيرات
المبرومة وتكبس في البالات وقد تفرز الجزّة
قبل إرسالها إلى المصانع أو يتم فرزها هناك, يلي عملية الجز عملية الفرز. والهدف
منها هو تقسيم الصوف إلى درجات حسب الجودة على أساس النعومة والطول واللون,
وتعتمد
هذه العملية على دقة الفرّاز وخبرته, ويعطى لكل نوع من الصوف رتبة أو درجة
ويحفظ في
مكان خاص, ثم تأتي بعدها عملية التنظيف حيث ينظف الصوف عادة من المواد
الدهنية العالقة بإمراره على عدة أحواض وعصره بين اسطوانات خاصة بعد
خروجه من الحوض السابق
ثم غسله لإزالة آثار الصابون وتجفيفه على أن يحتفظ بحوالي 20 % من الماء.
يحفظ
الصوف بعد ذلك في مخازن خاصة استعداداً لعمليات
الغزل
والنسيج. وهناك أيضاً ما يسمى بعمليات التفحيم (الكربنة) والهدف منها هو التخلص من
المواد النباتية العالقة
بالصوف وتتلخص بغمر الصوف في ماء مضاف إليه حامض الكبريتيك حيث يقاوم الصوف
الأحماض
المعدنية المخففة فتتحول المواد السيللوزية العالقة بالصوف إلى هيدروسيللوز
هش وسهل التفتت, ثم يغسل بالماء وكربونات الصوديوم وبذلك يصبح
نظيفاً
تاماً.
الخواص الطبيعية
تعتمد متانة الصوف على الطبقة
الليفية
وكذلك على الحراشيف التي تكسو الشعيرة، وتختلف قوة ومتانة الألياف
باختلاف
دقة الشعيرات, ويتميز الصوف بمتانته وقوة تحمله وهو يتفوق مع القطن بهذه
الخاصية ولكنه يعتبر أقل متانة وقوة من الحرير الطبيعي ومن الكتان, وتتأثر
متانة الألياف بالعوامل الجوية حيث تصبح خشنة قليلة المرونة سهلة التقصف في
الأجواء شديدة
الحرارة, كما تتأثر
الألياف
بدرجة الرطوبة بالجو.
ويقصد بها مقدرة الشعيرة على استعادة
شكلها بعد تعرضها لقوة الشد, وتعتبر
المرونة
من أهم مميزات الصوف, لذا تحتفظ الأقمشة الصوفية بشكلها الدائم وتكون غير قابلة للتجعد
والانثناء. وتزداد درجة
المرونة للصوف في الرطوبة والماء الساخن ويمكن عندئذ قولبته وتكييفه بالشكل
المطلوب
ثم عند تجفيفه يحتفظ بالشكل الذي أعطي له. كما يتميز الصوف بخاصية الاسترجاع وهي
السبب الرئيسي باحتفاظ الصوف بمظهره دون أن يتكرمش, وتعود هذه الخاصية إلى
وجود الطبقة الليفية بالشعر فكلما ازدادت أعطت نسبة مرونة أكبر.
تمثل الصلابة القوة المضادة لبرم
شعيرات الخيط, لذا فلها أهميتها في
عملية
الغزل
وتعتمد
هذه الخاصية أساساً على كمية الماء الممتصة في شعيرات الصوف, لذلك فإن
صلابة شعيرات الصوف الجافة تعد أكبر
بمقدار 15 مرة من الشعيرات المبتلة, لذلك تستخدم عملية الترطيب أثناء عملية
الغزل
بنسبة رطوبة 60 - 80 % لاحتفاظ الصوف برطوبة حوالي 15 % أثناء عملية غزله
حتى يسهل برمه.
هذه الخاصية لها أهميتها للصوف إذ يمتاز بها عن
الألياف
الأخرى وهي ناجمة عن وجود
الحراشيف
بشعيرات الصوف إلى جانب سهولة تشكيل
الشعيرات
وقدرتها على العودة إلى الحالة الأولى بعد عملية التشوه, بالإضافة لوجود
الحراشيف وتحت تأثير درجة الحرارة والضغط والرطوبة وتواجد الثغرات
الهوائية, فإنه يحدث
التصاق بين الشعيرات ويتولد احتكاك بين الحراشيف يساعدها على ذلك امتصاص
الشعيرات
للماء وانتفاخها فتزيد مرونتها واستطالتها مما يسهل عملية التشابك
والالتصاق, وبعد إزالة كل هذه المؤثرات تنكمش الشعيرات بشدة وتكون قطعة
متماسكة ومتلاصقة تعرف
بخاصية التلبيد.
على الرغم من أن اللون السائد للصوف هو اللون الأبيض إلا أنه قد يتعداه إلى اللون الرمادي
والبني والأسود مع تفاوت في درجات اللون, ولا توجد أية صلة بين لون الصوف
وخواصه
وليس لتأثير المناخ أية علاقة بذلك.
يتفاوت طول شعيرات جزّة الصوف حسب سلالات الأغنام, كما أنها
تختلف
في
السلالة
الواحدة, وفي الواقع فإن هناك علاقة بين نوع الصوف وسلالة الأغنام
وبين طول الشعيرات وعموماً ينقسم طول الشعيرات صناعياً إلى:
o قصيرة أقل من 3 بوصة (76.2 ملم)
o متوسطة بين 3 : 7 بوصة (76.2 :
177.8 ملم)
o طويلة أطول
من 7 بوصة (177.8 ملم)
وتستخدم الشعيرات القصيرة في صناعة المنسوجات
الصوفية
الوولن
والقصيرة
جداً في صناعة اللباد أما الشعيرات الطويلة فتستخدم في
صناعة
الورستد.
تعتبر دقة الشعيرات من أهم الخواص التي تحدد
جودة ونعومة الصوف,
فكلما
كانت الشعيرات دقيقة ساعد هذا في الحصول على خيوط رفيعة.
يختلف الصوف ويتفاوت في اللمعان, وتعتمد هذه الخاصية على مظهر سطح الألياف وعلى دقة واستقامة
الشعيرات, ومن السهل جداً تمييز درجة اللمعان في الخيوط والأقمشة بدرجة
أكثر وضوحاً
عنها في الشعيرات وينقسم اللمعان
صناعياً
إلى: اللمعة الفضية - اللمعة الحريرية -
اللمعة الزجاجية.
يعتبر الصوف من أكثر الألياف امتصاصاً للرطوبة الجوية فهو
يمتص بخار الماء
عند
تعرضه
لجو رطب ويفقده في الجو الجاف, وتختلف درجة امتصاص الصوف
للرطوبة بالنسبة لدرجة رطوبة الجو وحرارته ولا تقتصر أهمية امتصاص الصوف
للرطوبة على الوزن ولكنها تتعداها فتؤثر في خواص الشعيرات الطبيعية
والميكانيكية, فزيادة
الرطوبة تقلل من متانة الشعيرات وفي نفس الوقت تزيد من مرونتها, وتتوقف
درجة امتصاص
الصوف للرطوبة على المعاملات الكيميائية التي مر بها وعلى درجة رطوبته العادية.
|